الأثنين 23-10-2017
كتبت عزة شتيوي
بذاكرة «دريسدن» ينظر الكرملن إلى مدينة الرقة السورية ولا تغريه (رٍقة) دونالد ترامب الإنسانية في التبختر بالانجاز فوق الخراب، وهو العراب
لمشهد ورث تفاصيله من حرب عالمية تعرف أنينها ألمانيا وتنكره بينما التاريخ يعيد بث الحكاية مباشراً من الرقة.
هناك حيث الأجساد البريئة عالقة تحت الركام ودماؤها تصرخ من عروق الرخام في وجه تحالف واشنطن الذي ارتكب المجازر ويرفض أن يغادر قبل مسح البصمات ببطانيات المساعدات، ودفن الحقيقة تحت ذقن «الخليفة» البغدادي التي يحاول البيت الأبيض إطالتها اكثر في المنطقة فيبوح رئيس المركز الوطني الأميركي « لمكافحة الإرهاب» نيكولاس راسمونسن بما هو اكثر ويشد من أزر داعش بأن خسائره في سورية لن تؤثر على تجنيده للعناصر في الشرق الأوسط وماوراء المصالح الأميركية أو أمامها والدليل:
التحالف الدولي باقٍ ويتمدد ..ويضيف إلى اجتماع قادته الأربعاء القادم في واشنطن « إسرائيل» وما على داعش الا انتظار بيانات الاجتماع التي حشد تل أبيب كتفاً الى كتف بجانب بعض العرب والخليج في خندق «التعاون العسكري» فحزم وزير الحرب الإسرائيلي افيغدور ليبرمان حقائبه باكراً وتوجه للبيت الأبيض وكان أول الواصلين عله يرتب مع ترامب مابعثره اتفاق هدنة الجنوب السوري بين موسكو وواشنطن من مصالح إسرائيلية ليكون بيان التحالف على قياس « تل أبيب» المحير بين المجازفة بالحرب، أو تمديد الوكالة لداعش والنصرة... وكل الخيارات مرة في حلق الغرب الذي يبلع شوكة انتصار الجيش العربي السوري في دير الزور بسراب «الواحة الكردية».
ترفع موسكو لهجتها الدبلوماسية الى درجة اتهام واشنطن بالتعتيم على جرائمها في الرقة مايعني مع اقتراب آستنة ان «الإنجاز الاستراتيجي» الذي تتباهى به اميركا وتلوح به قسد لن يكون ورقة للعب، واختراق المؤتمر الكازاخي حول سورية، فالحسابات في إدلب على حالها وبوابة الرقة ستغلق في وجه الغرب وان وقعت واشنطن على شيكات «الفدرالية» للكرد فالبنوك الجغرافية والتاريخية والسياسية والديمغرافية كلها لاتعترف على أرض سورية ببصمة واشنطن ودمشق لاتراهن إلا على الجيش العربي والسوري وحوار داخلي بأطرافه الطبيعية بين سوري وسوري لا ثالث لهما ومن يرى بعداً ثالثاً عليه ان يراجع بصيرته السياسية.
فقسد التي تستلم مفاتيح السيطرة من داعش باتفاق أو نفاق قتالي، عليها ان تعي ان دمشق وحدها تملك مفاتيح السيادة فليس كل الكرد هم قسد بل يبدو ان واشنطن تملك من «الانفصاليين» كما كانت تملك من المعتدلين في زمن الرئيس الأسبق باراك أوباما..
الأيام القادمة القليلة كفيلة بإطفاء لهب النار الانفصالية التي اشعلتها واشنطن من العراق على أمل وصول هشيمها إلى سورية، وكما فرَّ البشمركة أمام هيبة الدولة العراقية كذلك ابتلع حقل «عمر» النفطي خبر سيطرة قسد عليه فالواقع الميداني للجيش السوري أكبر من أن تقلبه كذبة وكالات اخبار عالمية لذلك ابتلعت قسد لسانها وجرت أذيالها خارج النفط السوري.