أول عملية جراحة قلب تنظيرية على مستوى سورية والتي أجراها فريق طبي من مشفى الأسد الجامعي الشهر الماضي كانت محور جلسة علمية لطلاب من كلية الطب.
وتضمنت الجلسة التي نظمت في مدرج الباسل بمشفى الأسد الجامعي التعريف بالحالة الصحية للمريضة البالغة من العمر 43 عاما وآلية إجراء العملية والتقنيات الجديدة التي استخدمت فيها.
وقد بين رئيس الفريق الدكتور أحمد خضور استشاري جراحة قلب أن المريضة راجعت المشفى مع شكوى من رجفان اذيني مزمن ومصابة بفالج شقي بسببه موضحاً أن الأذينة المصابة برجفان تكون غير قادرة على التقلص فتتشكل فيها ركودة دموية بمنطقة تسمى اللسينة ما يشكل خطورة انتقال هذه الركودة أو الخثرة مع الدورة الدموية.
ولفت الدكتور خضور إلى وجود عمليات جديدة بمراكز قليلة في العالم لمثل هذه الحالات وهي الجراحة التنظيرية لربط اللسينة ومنع انتقال الخثرات مبيناً انه أجراها في بريطانيا عدة مرات وقرر تطبيقها لأول مرة في سورية لوجود المريضة المناسبة وتأمين مستلزماتها.
وبين رئيس الفريق الطبي أن المريضة أبدت تعاونا كبيراً لتكون موضع دراسة وقد أجريت لها التحاليل المخبرية اللازمة والتقصي الطبي والفحوص السريرية لأخذ قرار بإجراء العملية في ال27 من أيلول الماضي وقد تخرجت المريضة من المشفى بحالة عامة جيدة في اليوم التالي.
وعن خصوصية العملية أوضح الدكتور خضور أنها استخدمت وللمرة الأولى على مستوى العالم تقنية جديدة لربط اللسينة عبر استعمال ربطة حرير عوضاً عن مشبك صغير “كليبس” أو خرزات أو القطع ثم الخياط لعزل اللسينة اليسرى مبيناً أن العمل تميز أيضاً بإحداث مدخلين للقلب عبر جرحين بسيطين عوضاً عن ثلاثة كما هو معروف بالعالم.
وقال خضور.. “ان تقنية الربط التي استخدمت في الجراحة ستسجل باسم مشفى الأسد الجامعي كونها الأولى على مستوى العالم وستعرض في المؤتمر الأوروبي لجراحي القلب والصدر بفيينا في ال10 من الشهر الجاري”.
وأشار رئيس الفريق إلى أن العملية استغرقت ساعتين من الزمن كونها تجرى للمرة الأولى لكن العمليات المماثلة قد تنجز مع الوقت بساعة واحدة مبيناً أن ربط اللسينة باستخدام الجراحة التنظيرية “هو الأول على مستوى الشرق الأوسط”.
ورأى الدكتور خضور أن العمل الجراحي في ظل الحرب والإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على سورية يعد “إنجازا مهما للبلاد فأطباؤها يواصلون العمل والإنجازات” معربا عن شكره لجهود الكادر الطبي والتمريضي وطلاب الدراسات الذين ساهموا بنجاح العمل.
من جانبه مدير الهيئة العامة لمشفى الأسد الجامعي الدكتور جابر ابراهيم أوضح في تصريح مماثل أن الجراحات التنظيرية تطورت في مختلف أنحاء العالم وشملت جميع الاختصاصات الطبية ومنها القلبية كبديل عن عملية القلب المفتوح التي تشكل أحيانا خطورة على سلامة المريض لاختلاطاتها الكثيرة.
ووصف الدكتور ابراهيم إجراء هذه الجراحة التنظيرية في مشفى الأسد الجامعي “بالسبق” والتي ستسهم في تسريع مدة العمل الجراحي وتقليل الاختلاطات ومدة الاستشفاء في المشفى وبالتالي تحقيق نسبة نجاح أكبر من الجراحة التقليدية.
وقال مدير المشفى.. “رغم الظروف الحالية في سورية فإن الإنجازات العلمية لم تتوقف وهذا يؤكد نوعية كوادرها الطبية والخدمات المقدمة في مشافيها” مبيناً أن اختيار العمل لعرضه أمام الطلاب يأتي في إطار الدور الأكاديمي للمشفى لإعداد كوادر طبية وتمريضية مؤهلة.
ومشفى الأسد الجامعي افتتح عام 1988 في دمشق ويقدم خدمات طبية علاجية وجراحية للمرضى وخدمات تعليمية وتدريبية للطلاب والأطباء من خريجي الجامعات السورية.